المفاضلة بين السمع والبصر في القرآن الكريم

Main Author: Abdelkarimعبد الكريم بليل Bellil
Format: Article Journal
Terbitan: , 2021
Online Access: https://zenodo.org/record/5338490
Daftar Isi:
  • اختَلَف ابن قُتَيبة[1]، وابن الأنباري[2] في السَّمع والبصر، أيهما أفضل، ففضَّل ابن قتيبة السمعَ، ووافَقَه طائفةٌ من العلماء، واحتجَّ بقوله - تعالى -: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [يونس: 42، 43]، قال: فلمَّا قرَنَ بذَهابِ السمع ذَهابَ العقل، ولم يقرنْ بذهاب النظَر إلا ذهابَ البصر - كان دليلاً على أنَّ السمع أفضل. وقال الأنباري: بهذا غلط، وكيف يكونُ السمع أفضل، وبالبصر يكونُ الإقبالُ والإدبار؟ والقُرب والنجاة، والبُعد من الهلاك، وبه جمالُ الوجه، وبذهابه شينُه، وأجابَ عمَّا ذكره ابن قُتَيبة بأنَّ الذي نَفاه الله - تعالى - مع السمع بمنزلة الذي نفاهُ عن البصر؛ إذ كأنَّه أراد إبصارَ القلوب، ولم يردْ إبصار العيون، والذي يبصره القلب هو الذي يعقله؛ لأنها نزلت في قومٍ من اليهود كانوا يستَمِعون كلامَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيَقِفون على صحَّته ثم يُكذِّبونه، فأنزَلَ الله فيهم: ﴿ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ ﴾؛ أي: المعرضين ولو كانوا لا يعقلون، ومنهم من ينظر إليك بعين نقصٍ، ولا حجَّة في تقديم السمع على البصَر هنا؛ فقد أخبر في قوله - تعالى -: ﴿ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ﴾ [هود: 24][3].